قامت وكالة الذكاء والرصد الإعلامي، carma، بإصدار تقريرها حول مشاركة المغرب في كأس العالم 2022.
وكشفت الشركة أن كأس العالم أتاح للمغرب الفرصة للقيام بحملة تسويقية مكنته من ترسيخ قيمه الاجتماعية. كما سمحت مشاركة المغرب المتميزة في كأس العالم بالارتقاء بالثقافة المغربية إلى واجهة المشهد العالمي وحولت المشجعين المغاربة إلى سفراء فعليين للهوية والتقاليد المغربية.
كما نجح المغرب في أداء دور جامع وبارز من أجل السلام في العالم: والدليل على ذلك مشاهد الفرح التي جمعت الفلسطينيين والإسرائيليين، في احتفالهم معًا بانتصارات أسود الأطلس.
كما ساعد الإنجاز المغربي على زيادة رؤية المغرب بنسبة 8 % في وسائل الإعلام الرئيسية، وحسّن من نسبة الوصول للمملكة بـ 24 %. فانعكس ذلك إيجابًا على السياحة المغربية.
وبهذا الصدد، تم تصنيف المغرب من قبل صحيفة واشنطن بوسط كأفضل وجهة سياحية لسنة 2023، لا سيما بعد القفزة النوعية في العبارات المفتاحية المتداولة عبر الانترنت مثل “السياحة في المغرب”، و”الرحلات الجوية للمغرب” و”السفر إلى المغرب”.
كما ارتفع الإقبال على تصفح أهم المواقع التي تروج للثقافة والسياحة المغربية مثل «Visit Morocco» و«Morocco.com» والصفحة المخصصة للمغرب على موقع «TripAdvisor».
بموازاة ذلك، لوحظ ارتفاع في النشاط السياحي من قبل وكالات الحجز التي أعلنت عن زيادة الحجز الفندقي.
وختامًا، برز عدد من المواضيع الأساسية خلال تغطية مشاركة المغرب في كأس العالم، لا سيما المتعلقة بالقيم العائلية واحترام الأم/ المرأة، والاستثمار في الرأسمال البشري، والرفاهية الاجتماعية حيث أقدم لاعبون مغاربة على التبرع بأرباحهم لجمعيات. وقد ساعدت هذه المواضيع على الارتقاء بوضعية البلد من مستوى “عادي” إلى مستوى “ممتاز”.
في السياق نفسه، انعكس هذا الاندفاع الإعلامي على توجهات البحث المرتبطة بالمغرب، حيث سجلت زيادة بنسبة 237 % على إثر كأس العالم.
هكذا، وبحسب مؤشرات Google Trends، برز الفريق الوطني المغربي طوال فترة كأس العالم، كواحد من بين فرق كرة القدم الأكثر طلبًا على محركات البحث على الانترنت.
بهذا الصدد، شهدت عمليات البحث المرتبطة بالمغرب على Google زيادة ملحوظة خلال مباريات ربع النهاية: فقد تجاوز عددها تلك المتعلقة بالبرتغال والبرازيل وفرنسا.
فضلًا عن ذلك، ارتفعت توجهات البحث عن عبارات مثل “الرياضة بالمغرب” بنسبة 35 % بعد كأس العالم، بينما ازداد الاهتمام بعبارة “اقتصاد المغرب” بنسبة 34 % عقب المشاركة في كأس العالم.
وخلص التقرير إلى الإشارة بأن هذا النجاح التاريخي يمثل فرصة حقيقية للمملكة، داعيًا إلى الارتكاز على إنجاز كأس العالم ونسبة الوصول الإعلامي الناتج منها من أجل تحويل هذا الاستثمار اللامادي إلى فرص للأعمال.
كما يشكل هذا الإنجاز فرصة للدفع بشعار “صنع في المغرب”، لا سيما وأن العالم اليوم يشهد مرحلة تحول تتطلب تسريع التنمية الاقتصادية للبلد والنهوض به كوجهة سياحية رئيسية، ليس بالنسبة للأوروبيين وحسب، وإنما الآسيويين أيضًا.