تنظم الجزائر النسخة السابعة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين “الشان” في الفترة الممتدة من 13 يناير إلى 4 فبراير، وسط جدل إعلامي واسع بخصوص مستقبل البطولة، وإمكانية عدم تنظيمها مرة أخرى، إذ صبّت العديد من التكهنات الإعلامية وآراء المحللين في خانة أن تكون نسخة الجزائر الأخيرة لهذه البطولة.
ولم تصل بطولة “الشان” إلى درجة السمعة والاهتمام الذي كان يسعى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم للوصول إليه، من أجل تطوير كرة القدم داخل القارة السمراء ودعم اللاعب المحلي، في ظل احتراف أغلب نجوم كرة القدم الأفريقية في أوروبا.
ويرصد هذا التقرير 4 أسباب تهدد استمرار ”الشان” بطولة أفريقيا للاعبين المحليين
شّح عقود الرعاية وحقوق النقل التلفزيوني
تعاني بطولة أفريقيا من اللاعبين المحليين من مشكلات مالية كبيرة تتعلق بشّح عقود الرعاية، على عكس ما تحظى به مثلا بطولة كأس أفريقيا للأمم، التي تتهافت عليها الشركات العالمية بسبب مشاركة كبار نجوم القارة السمراء، على غرار الجزائري رياض محرز، والمصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني.
وتسبب هذا المشكل في عرقلة خطط الكاف لتطوير هذه البطولة التي لا تحظى أيضًا بالاهتمام الإعلامي اللازم، حيث تغيب التنافسية في الفوز بحقوق النقل التلفزيوني لمباريات البطولة، ما يقلّص من عائداتها المالية بشكل كبير.
الروزنامة المكثفة وتقاطعها مع مصالح الأندية القوّية
تضغط الروزنامة المكثفة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم بشكل كبير على بطولة الشان، سواء تعلق الأمر ببرنامج المنتخبات في تصفيات كأسي أمم أفريقيا والعالم أو الأندية المعنية بالمنافسات القارية، وزادت مخلفات جائحة كورونا من مشكلة الروزنامة بسبب تأجيل العديد من المسابقات والبطولات.
وترفض العديد من الأندية الأفريقية القوية، وفي مقدمتها المصرية والتونسية، مشاركة لاعبيها في البطولة وتوقيف منافستها المحلية من أجلها، لتخوفها من تأثير ذلك في جاهزية نجومها وسقوطهم في فخ الإصابة جراء الإرهاق، الأمر الذي يؤثر على أهدافها الموسمية، وتدعم هذه الأندية موقفها بعامل إجراء المسابقة خارج أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
عزوف الدول الأفريقية عن الترشح لتنظيم البطولة
لم يفصل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لحد الآن في هوية البلد الذي سيحتضن النسخة المقبلة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، بسبب عدم تقدم أي بلد بملف الترشح لاحتضان هذه البطولة، فضلًا عن عدم تحديد تاريخ نهائي لها، في ظل تأجيل كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار إلى عام 2024.
ويعود عزوف العديد من الدول الأفريقية عن تنظيم هذا الحدث، إلى أنه غير مربح في الأساس ويشكل ضغطا ماليا كبيرا على الاتحادات والدول والمعنية بتنظيم هذه البطولة، وهي مشكلة يسعى الكاف لإيجاد حلّ لها خلال اجتماع مكتبه التنفيذي في الجزائر يوم 12 يناير المقبل.
لوائح قانونية غير داعمة لبطولة ”الشان”
تشتكي الكثير من الدول التي شاركت في بطولة أفريقيا للاعبين المحللين، من عدم قدرتها على الاستفادة من لاعبيها المحترفين في قارة أفريقيا عند المشاركة في الشان، رغم أن هذه البطولة مخصصة أساسا للاعبين الناشطين في الدوريات الأفريقية.
وتشير لوائح الكاف إلى ضرورة اعتماد المنتخبات المشاركة على اللاعبين الناشطين في دوريها المحلي فقط دون المحترفين الآخرين في قارة أفريقيا.
وينتظر أن يتطرق المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال اجتماعه المرتقب بالجزائر، إلى هذه النقطة على وجه التحديد، لا سيما في ظل وجود توّجه قوّي داخل أروقته لتغيير هذه اللائحة وجعل نطاق المشاركة يمتد ليشمل اللاعبين الأفارقة المحترفين داخل القارة السمراء، الأمر الذي سيفيد بعض المنتخبات، وفي مقدمتها المنتخب الجزائري.